اللعب على المتناقضات.. آخر أوراق الحوثي
المشهد المضطرب في الساحة الوطنية، يبعث على القلق لدى الشارع اليمني الذي يعيش حالة صعبة جداً، ويعاني من آلام صراع داخلي وحزن خشية أن تتبدد آماله وتغتال بنادق الكهنوت أحلامه.
صحيح.. جبهات القتال توقفت، وهناك من اغتال فرحة الشعب اليمني بفرض قرار أممي نص على إيقاف القوات المشتركة عن استكمال تحرير مدينة الحديدة وموانئها.. إضافة إلى أحداث عدن واستهداف الأسر النازحة في التربة بتعز، والنفخ المتواصل لإشعال هذه الفتنة وغيرها، كل هذه الأحداث المؤسفة زادت المشهد قتامة ودبت داخل قلة من بسطاء الناس حالة من الإحباط واليأس.
وهنا نود التأكيد أن هذا المشهد، لا يعني بالمطلق أن الحوثي الكهنوتي المتخلف سينتصر على إرادة الشعب اليمني، فالصراعات داخل الشرعية أو الأصح في صف الجمهورية، قد تؤخر موعد انتصار شعبنا على الحوثة، لكن من المستحيل أن يكسب الحوثي المعركة.
خرج بالأمس الحوثي من كهفه وألقى كلمة وإلى جانبه يشتغل كبار قيادة هذه العصابة بشكل موجه، يحلمون بهزيمة الشعب اليمني معنوياً، وخلق حالة إحباط في الشارع، من خلال تقديم أنفسهم كقوة لا تقهر، أو على الأقل إيهام الناس بأنهم يعدون قارب النجاة لدفعهم للالتحاق بصفوفهم والقتال إلى جانبهم.
لقد لاحظنا دجال مران وهو يستعرض بشكل لافت عقب استهداف حقل الشيبة النفطي السعودي بطائرة مسيرة، وذهب إلى تهديد الإمارات، والتباهي كذباً بعودة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بينما البعثة الإيرانية لم تغادر صنعاء، و... و... الخ، هذه الأساليب كلها حرب نفسية ومحاولة تحطيم معنويات الشارع اليمني الحر والثائر والذي يترقب على أحر من الجمر لحظات تحرير بلادنا من هذا السفاح الكهنوتي.
لا نلوم الشارع عندما تساوره بعض الشكوك، لأن خطاب الشرعية يغرد خارج السرب، وموجه لمعارك جانبية ولا يعطي نفس الاهتمام لجماهير الشعب التي يجب تعبئتها بخطاب تحريضي موجه ضد الكهنوتيين بنفس حدة التحريض ضد بعضها البعض.
إن الحوثي المفلس فكرياً وعلمياً وأخلاقياً وإنسانياً ومنهار ومعزول داخلياً وخارجياً برغم أنه سخر المساجد والمدارس والجامعات والمقايل ومختلف وسائل الإعلام والوعظ والإرشاد وغيرها منذ 6 سنوات ولم يستطع أن يجد له حاضنة شعبية.. حتى الدورات الثقافية التي يقيمها، فهي لا تعني شيئاً، فالذين يرددون الصرخة ويمجدون خرافة الولاية يفعلون ذلك مجبرين، وليس عن قناعة.. إما دفعتهم الحاجة، أو اضطروا لذلك لتجنب إرهاب الحوثي، أو حفاظاً على مكانتهم، ويفعلون ذلك بوعي، وإدراك أن الشعب الألماني الأكثر رقياً وتطوراً ووعياً ردد شعارات هتلر وقدم أولاده إلى محارق النازيين، لكنه بالأخير انتصر.
والشعب اليمني يكرر نفس التجربة وسينتصر على السفاح الحوثي لا محالة.