أثار الرئيس السوري بشار الأسد احتمال الصدام مع القوات الأمريكية في سوريا ما لم تأخذ الولايات المتحدة العبرة من العراق وترحل عن سوريا سريعا.

 

وفي مقابلة مع قناة روسيا اليوم، قال الأسد إنه سيتفاوض مع المقاتلين الذين تدعمهم واشنطن ميدانيا لكنه سيستعيد الأراضي التي يسيطرون عليها بالقوة إذا لزم الأمر سواء دعمتهم القوات الأمريكية أم لا.

 

وفي واشنطن قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة لا تتطلع لقتال قوات سورية أو إيرانية لكنها ستستخدم "القوة الضرورية والمتناسبة" للدفاع عن القوات الأمريكية والقوات الشريكة لها في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

 

وقال مسؤول في الوزارة لرويترز "يظل التحالف العالمي بقيادة الولايات المتحدة ملتزما بالتركيز على هزيمة الدولة الإسلامية في سوريا ولا يسعى لقتال حكومة سوريا أو إيران أو جماعات دعم إيرانية في سوريا."

 

وأضاف "لكن كما قلنا من قبل إذا تعرضنا لهجوم لن نتردد في استخدام القوة الضرورية والمتناسبة للدفاع عن القوات الأمريكية أو قوات التحالف أو القوات المشاركة في عمليات لهزيمة الدولة الإسلامية."

 

وفي المقابلة مع قناة روسيا اليوم رد الأسد أيضا على وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب له بأنه ”الأسد الحيوان“ قائلا إن ”الكلام صفة المتكلم“.

 

ويبدو من الصعب الآن التفوق عسكريا على الأسد، المدعوم من روسيا وإيران، في الحرب التي أدت لمقتل نحو نصف مليون شخص وشردت نحو ستة ملايين داخل الدولة ودفعت خمسة ملايين آخرين للفرار إلى الخارج ليصبحوا لاجئين.

 

ويُعتقد أن هناك نحو 2000 من القوات الخاصة الأمريكية في سوريا حيث يقدمون الدعم لقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية.

 

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على مناطق واسعة خارج سيطرة الحكومة السورية لكنها تجنبت الاشتباكات المباشرة مع الحكومة خلال الحرب متعددة الأطراف.

 

وقال الأسد إن الحكومة بدأت الآن ”بفتح الأبواب أمام المفاوضات“ مع قوات سوريا الديمقراطية.

 

وتابع الأسد ”هذا هو الخيار الأول. إذا لم يحدث ذلك، فسنلجأ إلى تحرير تلك المناطق بالقوة، ليس لدينا أي خيارات أخرى، بوجود الأمريكيين أو بعدم وجودهم... على الأمريكيين أن يغادروا، وسيغادرون بشكل ما“.

 

وأضاف ”أتوا إلى العراق دون أساس قانوني، وانظر ما حل بهم. عليهم أن يتعلموا الدرس. العراق ليس استثناء، وسوريا ليست استثناء. الناس لم يعودوا يقبلون بوجود الأجانب في هذه المنطقة“.

 

وقال ترامب في أبريل نيسان إنه يرغب في سحب القوات الأمريكية من سوريا في وقت قريب نسبيا، لكنه عبر أيضا عن رغبة في ترك أثر قوي ودائم.

 

وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس يوم 30 أبريل نيسان إن واشنطن وحلفاءها لن يرغبوا في سحب قواتهم من سوريا قبل أن يظفر الدبلوماسيون بالسلام.

 

وردا على تصريحات الأسد، قال كينو جابرييل المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن الحل العسكري ليس ”هو الحل الذي يقدر أن يوصل لأي نتيجة... وأي حل عسكري بما يخص قوات سوريا الديمقراطية سوف يؤدي إلى مزيد من الخسارة والدمار والصعوبات بالنسبة للشعب السوري“.

 

وأضاف في رسالة صوتية لرويترز ”الخلاص بالنسبة للوضع السوري من خلال مفاوضات ومن خلال قبول مختلف أطراف الصراع ضمن سوريا بالآخر والجلوس إلى طاولة المفاوضات والنقاش حول مصالح الشعب السوري وحقه في الحياة بحرية وكرامة“.

 

وتابع ”وهذا شيء رأيناه من خلال دولة أو نظام ديمقراطي قام على أساس التعددية والمساواة والحرية والعدالة لكل الشعوب ولكل المكونات سواء العرقية أو الاثنية أو الدينية الموجودة في سوريا

 

الكلام صفة المتكلم

جاء وصف ترامب للأسد ”بالحيوان“ بعد ما يشتبه أنه هجوم بغاز سام على مدينة كانت تحت سيطرة المعارضة قرب دمشق في أبريل نيسان. وقالت منظمات إغاثة طبية إن الهجوم قتل العشرات.

 

ودفع الهجوم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لتوجيه ضربات صاروخية لسوريا، قالت الدول الثلاث إنها استهدفت برنامج الأسلحة الكيماوية السوري، وذلك في أول ضربة غربية منسقة توجه لحكومة الأسد خلال الحرب. لكن لم يكن للرد الغربي تأثير على الصراع، إذ تستمر قوات الأسد في التقدم.

 

وكرر الأسد في المقابلة نفي حكومته أنها نفذت الهجوم.

وردا على سؤاله عن لقب يطلقه على ترامب بعد أن وصفه بأنه ”الأسد الحيوان“، قال الأسد ”هذه ليست لغتي ولذلك لا أستطيع استخدام لغة مماثلة. هذه لغته هو. إنها تمثله. لدينا قول معروف هو أن ’الكلام صفة المتكلم‘“.

 

وسعى الأسد في المقابلة للحد من حجم ما تحصل عليه حكومته من دعم إيراني.

 

وقالت إسرائيل، التي تشعر بقلق شديد من نفوذ طهران في سوريا، إنها دمرت عشرات المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا هذا الشهر بعد أن أطلقت قوات إيرانية صواريخ على أرض تحتلها إسرائيل للمرة الأولى.

 

وقال الأسد إن الوجود العسكري الإيراني في سوريا يقتصر على ضباط يساعدون الجيش السوري. وفي إشارة على ما يبدو لهجوم نفذته إسرائيل في العاشر من مايو أيار، قال الأسد إنه أدى إلى ”استشهاد وجرح عشرات الشهداء والجرحى السوريين، ولم يكن هناك إيراني واحد“.

 

وعندما سئل إن كان هناك أي شيء يمكن أن تقوم به سوريا لوقف الضربات الجوية الإسرائيلية أجاب الأسد ”الخيار الوحيد أمامنا هو تحسين دفاعاتنا الجوية. هذا هو الشيء الوحيد الذي نستطيع فعله، ونحن نفعله“ مشيرا إلى أن الدفاعات الجوية السورية أقوى بكثير الآن بفضل روسيا.

 

نقلاً عن رويترز

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية