تجلياتٌ استثنائية تبرز في ضوء المدينة الأكثر سلاماً وأماناً، وجمالاً أيضًأ "عدن" وهي عروس المدائن المزدانة بالتنوع وروحانية رمضان التي تزخر بها مساجدها العامرة.

 

وكالة 2 ديسمبر كان لها نصيبٌ من الاطلاع على صورة الحياة الرمضانية في المدينة، جالت الأنظار في المٌعلا، والمنصورة، والشيخ عثمان، وكريتر، والتقنية، وأحياء كثيرة في عدن، كانت الصورة البادية على طالع الناظر في كل الأحوال زاهية الجمال والمعنى تحتفظ بهوية روحانية رمضانية خاصة.

يتسوق المئات من الناس في سوق الخضار بالمنصورة، بينما تزدحم الأسواق في المعلا، وتشحن الطرق بآلاف السيارات بالذات قبيل رفع أذان المغرب، يتسابق الناس لقضاء حاجاتهم من ربوع المدينة ثم العودة إلى موائد الإفطار بمعية الأقربين، وهذه الحالة من الحياة الرمضانية الخاصة تتجسد في عدن كحالة من التمسك بالتقاليد التي دأب عليها اليمنيون في التعامل مع الطقوس الرمضانية.

 

ولتكون الصورة أقرب لنقل الواقع من عدن بألسن أبناء المدينة والساكنين فيها، جمعت "وكالة 2 ديسمبر" جملة من الآراء والانطباعات التي قدمها سكان المدينة، كان أولهم وهيب سلطان الذي صادفناه في شارع مدرم وتذكر بحسرة "رمضان 2015 كنا نعيش الموت لما كان الحوثيين هنا". يضيف "اليوم نحمد الله على العافية والأمن والأمان والسلام، عدن رجعت زي ما كانت وأفضل لكن ما يمر أي رمضان من 2015الا وأنا اتذكر جرائم الحوثيين وظلمهم وأبكي على أصدقاء قتلوا في الحرب؛ لكن اليوم نحن بأمان وسلام".

 

لم تندثر ذكريات الموت التي تركها الحوثيون في مدينة عدن قبل أن يُلقَنوا درساً في النضال ويُسْحقون بهزيمة نكراء كانت معاركها في رمضان وكللت نتائجها في ختام الشهر الفضيل عام 2015م، حينما ولى الانقلابيون الأدبار.

 

أم مجد هي الأخرى التي تعتبر أن "رمضان في عدن غير أي مكان في البلاد كلها" لفتت إلى أنها قضت بعض شهور رمضان في "صنعاء، تعز، حضرموت" لكن تشير إلى أن الهوية الرمضانية في عدن جعلتها "(أعيش) كل شهور رمضان من سبع سنين في عدن، حتى لو كنت في محافظة ثانية انتقل برمضان إلى  عدن".

 

وفي شارع الشيخ عثمان ترتص بساط الباعة على نحو منتظم، تباع الخضار والفاكهة والسنبوسة والباجية، كما أن المرء لا يجد طريقاً في زحمة الناس المتدافعين في شارع الهاشمي حيث السوق الأكثر ازدحاماً هناك، لكن ذلك لا يمنع طالبي الرزق من طهي الوجبات الرمضانية وتقديم العصائر المختلفة، بينما لا تكاد ترى شيئا من سيارة تبيع البطيخ في طرف الشارع نتيجة تجمع الناس من حولها للشراء.

في وقت متدرج تمكنت عدن من استعادة مكانتها في الخارطة، أضحت الخدمات اليوم متوافرة على النحو المطلوب، وأصبح التيار الكهربائي يعمل ساعات طوال ولا ينقطع إلا لوقت وجيز بعكس السنوات الماضية التي كانت الكهرباء فيها مشكلة عصيبة تفقد الحلول، لكن بجهود التحالف العربي بالذات الامارات والسعودية، حيث عملت الأولى على إنشاء وصيانة المحطات الكهربائية، فيما وفرت الثانية المحروقات الكافية لتوليد الطاقة، تحسنت خدمة التيار الكهربائي بشكل غير مسبوق.

 

الكثير من المارة الذين صادفناهم في المدينة تحدثوا عن سعادتهم بقضاء شهر رمضان في عدن، ثمة الكثير من أبناء الحديدة الذين نزحوا إلى العاصمة المؤقتة ووجدوا فيها الملاذ الآمن، غير آلاف من محافظات شتى نزحوا من بطش الكهنوت الحوثي الجاثم على شمال اليمن يؤكدون أنهم في ظروف مثل هذه باتوا لا يأمنون على أنفسهم وأعمالهم إلا في عدن.

 

إذاً تلك هي عدن التي تمر بظروف غاية في الصعوبة ومراحل شديدة التعقيد، لكنها تخرج بفعل تكاتف أبنائها إلى طريق النور، وتعود إلى مجدها بسرعة منقطعة النظير لتتربع في صدارة مدن اليمن الزاهية والآمنة.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية