من الواضح أن ميليشيات الحوثي منذ انقلابها على الشرعية، ولها مطامع وأهداف كثيرة في اليمن، وبالأخص مطامع سياسية واقتصادية وغيرها.

 

وأول ما بادرت في تنفيذه من خطوات، هي الهجوم والسيطرة على الوزارات ومؤسسات الدولة، لتسهيل عمليات اتخاذ القرار التي تساعدهم على الوصول إلى أهدافهم، وتعطيل الحياة اليومية للشعب اليمني، ونشر الفوضى وعدم الاستقرار.

 

واقتحموا مقرات شركات النفط ووسائل الإعلام ليعلنوا انقلابهم على الحكومة اليمنية، وكان مرادهم الأول هو السيطرة على كل شبر في اليمن، وإخضاع الشعب اليمني إلى حكمهم غير الشرعي، وتغيير مبادئ الشعب اليمني، وتحويلهم إلى أتباع للحوثيين في سبيل خدمة مصالح إيران، بهدف السيطرة على أهم بوابات الخليج في الشرق الأوسط أي على باب المندب، وبذلك فإنهم أكبر المستفيدين من دعم إيران لهم سواء بالسلاح أو المال، وذلك بهدف بسط نفوذهم وفرض سيطرتهم بالحديد والنار وممارسة الديكتاتورية على الشعب اليمني.

 

فالنظرة الحوثية إلى الشعب اليمني، استعماله كأداة لضرب الأشقاء في الخليج، ومن ضمن المطامع الحوثية الإيرانية، السيطرة على الموانئ البحرية اليمنية والمطارات وأهم المخارج الحدودية، ما اضطر الحكومة اليمنية الشرعية، للجوء إلى القوانين المتعارف عليها دولياً والتي تحمي الحكومات من تمرد المنظمات الإرهابية، ومنها ما جاء في الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة استناداً إلى المادة (51)، المتعلقة بمبدأ الدفاع عن النفس، ومواثيق جامعة الدول العربية، وذلك لحماية الشعب اليمني الشقيق والدولة اليمنية والتي هي عضو في «الأمم المتحدة»، ومن أجل ذلك تقدم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بطلب إلى دول الخليج العربي للمساندة فوراً وحماية أرواح اليمنيين، ومن هنا لبّت المملكة العربية السعودية النداء بإطلاق «عاصفة الحزم» بالشراكة مع دولة الإمارات، وتم تخييب ظن ميليشيات الحوثي وداعميها.

 

وبعد دخول عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية إلى اليمن، لإرجاع الشرعية ودحر قوات ميليشيات الحوثي الانقلابية الإيرانية، اختلفت خريطة الطريق في اليمن، وبدأت الأمور تعود إلى مسارها، وتم إفشال تام للمخطط الحوثي الإيراني بالسيطرة على اليمن وشعبها وحكومتها، ومنذ ذاك الوقت والصراع مستمر بين الحكومة اليمنية بدعم من قوات التحالف العربي التي تقودها المملكة العربية السعودية وميليشيات الحوثي وإيران التي تمد الحوثي بالسلاح والمال والمعدات في انتهاك صارخ للقوانين الدولية التي تمنع التدخل في شؤون الدول الأخرى.

 

المجتمع الدولي على علم اليقين بأن ميليشيات الحوثي كانت مدعومة من إيران ولا تزال مدعومة، ولكن للأسف فإن الجارة قطر الدولة الخليجية التي تربطها صلة الدم والقرابة مع جيرانها غدرت بهم، ودعمت الحوثيين بالسلاح والمال والإعلام، لا سيما وأن تعديل هذه الممارسات سجل على قائمة الشروط لدول المقاطعة لقطر.

 

فشلت كل المبادرات العربية والدولية لإحلال السلام في اليمن، بسبب جماعات الحوثي الإيراني، وأصبح واضحاً بأن هذه الميليشيات لها دور كبير في تعطيل وإفشال اتفاق السويد، وهذه الوسائل تعتمدها إيران في جميع المحافل الدولية بالإخلال بالعهود والاتفاقيات، ومن هنا خسرت ثقة المجتمع الدولي، وأصبح الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة سبباً في تردي الحالة الاقتصادية داخل إيران.

 

المطلوب اليوم من المجتمع الدولي، اتخاذ موقف حازم وحاسم من الميليشيات الحوثية التي قتلت الشعب اليمني ودمرت اليمن، وما يتعرض له الشعب اليمني من مآسٍ ومحن في عنق المجتمع الدولي الذي طال صمته.

*نقلاً عن صحيفة الخليج

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية