أعادت المليشيات الحوثية إلى اليمن كماً كبيراً من الأمراض والأوبئة التي كانت قد اندثرت خلال العقود الماضية وإن تبقى منها حالات عارضة منقولة غالبا من الخارج عن طريق المهاجرين الأفارقة.

 

أخطر هذه الأوبئة هي الكوليرا والحميات كحمى الضنك وكذلك الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي لجسم الأنسان ك أنفلونزا الطيور والتي شهدت الشتاء المنقضي انتعاشا كبيرا خصوصا في مناطق سيطرة المليشيات.

 

وعند متابعة أسباب تفشي هذه الأوبئة وانتشارها مجددا في أوساط اليمنيين تذهب كل الإجابات إلى تأكيد مسؤولية العصابة الحوثية عن هذه الجرائم ضد الصحة العامة كما أنها مسؤولة أيضا عن سجل طويل من الجرائم ضد الإنسان اليمني عسكريا واقتصاديا وإنسانيا.

 

كان الطاعون قديما في زمن الأئمة هو من يقتل اليمنيين وها هو الطاعون يعود مع النسخة المحدثة من الإمامة والمتمثل بالكوليرا وغيره من الأمراض الفتاكة بصحة اليمنيين.

 

دمرت المليشيات النظام الصحي في اليمن وحولته إلى خراب وبذلك تتحمل مسؤولية كل الكوارث الصحية التي تصيب اليمنيين، وصراخها اليوم لإنقاذ اليمنيين ليس إلا استثمارا قذرا للورقة الإنسانية في مشاريعهم السياسية والعسكرية.

 

تبحث المليشيات عن دعم مادي من المنظمات الدولية والأمم المتحدة لمواجهة الأوبئة وفي المقابل يذهب هذا الدعم لتمويل أنشطتها العسكرية والإجرامية والتدميرية بحق اليمن بلدا وشعبا.

 

وتؤكد المؤشرات أن عصابة الكهنوت كونها المستفيد من الأوبئة والكوارث الصحية، فهي بذلك لن تتورع عن استخدام كل أدواتها القذرة لتفخيخ الوضع الصحي في البلاد من خلال توفير المناخ الملائم لانتشار واسع لهذه الأوبئة أو حتى زراعتها في المجتمع عن قصد لاستغلالها في مسارها الانتهازي مع الخارج.

 

خلال العام الماضي وحين كانت جبهة الساحل الغربي تطوي صفحة المليشيات بقبضة صلبة وتطهر مساحات واسعة من وجود عصابة الكهنوت؛ كانت المليشيات تواجه هذه الهزائم الموجعة برفع عقيرتها منادية العالم بالتدخل لإنقاذ اليمنيين من الجوع والكوليرا والأمراض الفتاكة وأوهمت العالم أنه بإغلاق ميناء الحديدة ستختنق اليمن بالجوع والأوبئة.

 

وتستثمر المليشيات كل فصول السنة بتفريخ الوباء الذي يتعايش مع الطقس حيث تظهر الكوليرا والحميات صيفا وأمراض الجهاز التنفسي شتاء، والأكثر غرابة أن كل هذه الأوبئة تبدأ بالظهور من مناطق سيطرة المليشيات لتتمدد بعد ذلك إلى مناطق واسعة.

 

وتستثمر المليشيات وجودها العسكري لخلق واقع يساعد على نشر الأوبئة حيث تعرقل نشاطات المنظمات والجهات المختصة بالمكافحة، فهي على سبيل المثال تمنع إخراج النفايات من مدينة تعز إلى المكان المخصص لها خارج المدينة، وتمنع أيضا إعادة كل معدات صندوق النظافة التي نهبتها إلى الحوبان، وبالتالي هي تتعمد خلق مناخ أكثر تحفيزا لنشر الأوبئة لاستثمار ذلك لمصلحتها.

 

وفي الحديدة أسهبت العصابة الحوثية كثيرا في النباح وهي تحذر من مخاطر توقف إمدادات الغذاء عبر ميناء الحديدة، وحين جاء برنامج الغذاء العالمي لإخراج شحنات الحبوب المخزنة في مطاحن البحر الأحمر بعد أن تلف جزء منها منعت المليشيات ذلك واستخدمت القوة ضد الفرق المختصة وخبراء برنامج الغذاء العالمي.

 

تتحدث العصابة بلسان الواعظ المنافق عن الشعب واحتياجاته وحين يأتي من يحاول تقديم خدمة إغاثية للمستحقين ويطالبها بتسهيل خروج شحنات الحبوب من المطاحن إلى المحافظات يظهر الوجه الحقيقي لهذه العصابة الدموية التي تقتات على أوجاع الناس ومواجعهم.

 

تشكل عصابة الحوثي الكهنوتية في تكوينها مزيجا من النازية والمافيا ومصاصي الدماء والقتلة المأجورين يتفقون جميعهم على كيفية توزيع الأذى وتوسيع الخراب وإلحاق الشر بالناس ومحيطهم في كل المجالات.

 

وهذه العصابة إن تسمرت على كرسي السيطرة في مناطق تواجدها حاليا ستتحول اليمن إلى بؤرة لكل الأوبئة والأمراض الصحية والاجتماعية التي لن يسلم العالم أجمع من خطرها.

 

ليست الكوليرا والحميات وأنفلونزا الطيور والدفتيريا فقط ما سيجتاح واقع اليمنيين الصحي، بل سيتعدى ذلك إلى تفريخ وزراعة كل ما تبقى من الأوبئة المستوطنة في العالم لأن عصابة الكهنوت الحوثية لا تهتم بأي جانب إنساني أو أخلاقي فهي عصابة جبلت على جلب كل أنواع الشرور لليمن شعبا وبلاداً.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية