في وضع آخر وكأنها خارج الكوكب، تعيش المرأة اليمنية في منعطف تاريخي يفيض بالمعاناة على كل صعيد، يحل اليوم العالمي للمرأة ونسوة اليمن في جحيم من المعاناة التي ورثها جَهلةُ الكهنوت وعصابة المليشيا، فطالت كل أبناء البلد بمن فيهم النساء اللاتي يتقاسمن مع الجميع صنوف العذاب الحوثي في مختلف مناطق سيطرة المليشيا الإرهابية.

 

هذا العيد الذي يحل لتجسيد الدور الريادي للمرأة في العالم من كل عام، والاحتفال بالنساء باعتبارهن جزءا أصيلاً في المكون المجتمعي، ويحملن على عاتقهن همة كبيرة في الحياة العامة والأسرية، وهو مثار اهتمام العالم في كل أصقاع الأرض دون اليمن التي يمر عليها "كبائع متجول في قرية الأيتام". كما يصف أحد المدونين اليمنيين على منصات التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

 

ومنذ العام 2014لم تستثن جرائم المليشيات الحوثية المرأة اليمنية، بدءا من الاعتداءات اللفظية ثم التهجير ثم الاعتداءات الجسدية، والاعتقال التعسفي، وأخيراً المتاجرة اللاأخلاقية لدواعٍ متعلقة بالابتزاز والضغط على أولياء أمور النساء تحت بند الجرائم الأخلاقية التي يستمر الكهنوت بارتكابها في اليمن.

 

وتكاد المعاناة التي لحقت بالمرأة اليمنية تكون قد وصلت إلى كل حي ومنزل، فلا يفرق الكهنوتيون بين امرأة وأخرى أو يضعون حداً لتجاوزاتهم هذه، حتى أصبحت المرأة اليمنية إما زوجة أو أم معتقل، أو والدة قتيل، أو معتقلة في السجون، أو مهجرة في الخبوت وبطون الأودية والقفار، أو معاقة بإصابة حوثية.. الخ من هذه الجرائم الوحشية.

 

وفي حدث لم يتكرر في تاريخ اليمن، استخدم الحوثيون المرأة اليمنية في أغراض عسكرية، عبر توظيف النساء اللاتي يتبعن المليشيا أو يتم التغرير بهن في مهام عسكرية وأمنية تحت مسمى "كتائب الزينبيات". تعدٍ صارخ يكشف مدى الحقد الكهنوتي على المرأة اليمنية.

 

وليس ذلك في حسب، بل الأمر الأدهى من هذا هو نقل المرأة اليمنية من الوجود المقدس داخل النظام المجتمعي إلى خلف قضبان السجون، وتعريضها لصنوف الويل والتعذيب والإهانة والابتزاز في سجون ترعاها وتديرها مباشرةً قيادات في المليشيا الإرهابية.

 

ولم يقتصر الحوثيون في عمليات الاعتقال على النساء المعارضات لوجود المليشيا، أو المدافعات عن حقوق الإنسان "بل تجاوز الأمر ذلك ليشمل النساء والقاصرات لاستخدامهن في عمليات الاتجار بالبشر حيث تم خطف فتيات صغيرات من الحدائق والأماكن العامة وما يزال مصيرهن مجهولا حتى اللحظة". وفقاً لتقارير حقوقية.

 

وطبقاً للتقارير المرصودة عبر مؤسسات رصد حقوقية حكومية فإن الجرائم والانتهاكات الحوثية بحق المرأة تعددت وفق أساليب كثيرة، منها ما هو قائم "على أساس النوع الاجتماعي، وتأثير عدم الالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني الملزم لحماية المدنيين وصون كرامتهم ومواثيق قانون حقوق الإنسان المتعلقة بحماية النساء".

 

وتبين التقارير أن النساء اليمنيات تعرضن أيضا للقف الحوثي "على منازلهن وتدميرها، وانفجار الألغام والحصار الإجباري، واستخدمهن دروعا بشرية ومعتقلات، وتهديد وتجنيد أطفالهن بشكل إجباري، وتأثير الحرب على حياتهن وسلامتهن، وانتشار الأمراض النفسية والخوف بعد خسارة أقاربهن ومنازلهن وممتلكاتهن والنزوح إلى أماكن أخرى".

 

ويتحسر يمنيون على واقع المرأة اليمنية في وضعها الراهن، بعد أن تجاوزت مليشيا الكهنوت الإرهابية كل الخطوط الحمراء التي تحرم المساس بالمرأة، أو استخدامها في مواقف خارجة عن دورها الأسري والاجتماعي المسئول، وهو ما يحدث فعلاً اليوم من قبل الحوثيين.

 

وعلى النقيض من هذا، فإن إصرار المرأة اليمنية اليوم على النضال أصبح واقعاً ريادياً ومسألة يقينية تحمل الكثير من الهمة والعزيمة، في مسعى منها لاستعادة حقها المسلوب ومشاركة الرجل من موقعها المعهود في المعترك الوطني الكبير.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية