اتفاق استوكهولم حدد بشكل صريح تاريخ 8 يناير موعداً ملزماً لتنفيذ المرحلة الثانية لانسحاب مليشيات الحوثة من مدينة الحديدة وشدد على ذلك القرار الأممي 2451 الصادر أواخر ديسمبر الماضي، غير أن صمت مجلس الأمن عن خروقات الحوثي منذ 18 ديسمبر تاريخ إعلان سريان وقف إطلاق النار وكذلك عدم تحديد موقفاً حازماً من رفض انسحاب الحوثيين من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى والذي كان مزمناً في الأول من يناير 2019 م، تسبب بهذه النهاية التراجيدية لاتفاق السويد والقرار الأممي.

 

وجاء رفض ممثلي المليشيات حضور الاجتماع الثالث المنعقد اليوم الأربعاء برئاسة رئيس اللجنة الثلاثية المشتركة الجنرال باتريك كاميرت لينسف بشكل مخيف اتفاق السويد وكل جهود الجهود الدولية وتحركات المبعوث الأممي، وصار الحديث عن انسحاب سلمي للحوثة من الموانئ الثلاث وما تبقى من احياء المدينة أشبه بمن يذر الرماد على العيون.

 

للأسف لم يكتف الحوثة بالوقوف في وجه الإرادة الدولية، بل ذهبوا وبتحد الى اشعال طوق ناري بقذائف مدافع الهاون ورصاص القناصة على منطقة انعقاد الاجتماع في الجزء المحرر من المدينة ليعلنوا بذلك جولة جديدة من الحرب داخل المدينة بعد ان نجحوا في الاعداد والتجهيز العسكري لخوض المواجهات مجدداً.

 

الانسداد الذي وصل إليه ملف الحديدة جاء بسبب التعامل العاطفي مع جماعة عنصرية عدوانية تسعى لتنفيذ الاجندة الإيرانية في المنطقة، لذا فهي لا تؤمن بالحوار ولا بالشراكة الوطنية، وتاريخها معروف بالدموية والغدر ونكث الاتفاقات والعهود منذ الحروب الست، وبرغم كل هذا فقد جنحت المقاومة المشتركة للسلام والتزمت بقرار وقف إطلاق النار بالرغم أن بيادات الأبطال كانت على مقربة من حسم المعركة وإعلان تحرير كامل مدينة الحديدة من عصابة الحوثي الكهنوتية.

 

ومنذ انعقاد أول اجتماع للجنة فريق المراقبين الدوليين في 26 ديسمبر التزم ممثلو الحكومة في لجنة تنسيق إعادة الانتشار بتنفيذ ما عليهم، بداية من وقف إطلاق النار وضبط النفس أمام خروقات الحوثة، كما قاموا من جانبهم بفتح الطرق لعبور قافلة الإغاثة الإنسانية التي منعت مليشيات الحوثي تحركها من داخل ميناء الحديدة باتجاه العاصمة صنعاء، إضافة إلى مشاركتهم بفاعلية في اجتماعات اللجنة بفريق واحد يعمل لتحقيق هدف واحد يتوق إليه الشعب اليمني قاطبة متجاوزين عراقيل واستفزازات الحوثة.

 

إن ما حدث في مدينة الحديدة اليوم لا يمكن تبريره على الإطلاق، ومهما قيل ان عدم حضور فريق الحوثي يعود لخلافات فيما بينهم، اضافة الى التخوفات من انشقاق الموشكي وغيره وانضمامهم للمقاومة المشتركة، فهذا ليس بجديد، فالهروب من قبضة هذه الجماعة الإرهابية حلم كل يمني، فما بالنا بقيادات مختطفة وتعمل معهم مكرهة.

 

صحيح.. أن السلام والحل السلمي للأزمة غاية المقاومة المشتركة وكل العقلاء، لكن فرض السلام يحتاج إلى قوة تردع هذه العصابة التي أشعلت المنطقة بصراعات وحروب كارثية.

 

إن مجلس الأمن الدولي مطالب باتخاذ إجراءات رادعة ضد الطرف المعرقل لاتفاق استوكهولم كما نص على ذلك القرار، وليس هناك حاجة لتحركات مكوكية بعد القرار 2451 الصادر عن مجلس الأمن الشهر الماضي..!

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية